يستعد المغني وكاتب الأغاني الأسطوري إريك بوغل لتقديم عرضين موسيقيين استثنائيين لمدة ساعتين في مهرجان كوبارغو للفنون الشعبية، حيث سيأخذ الجمهور في رحلة عبر مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من خمسين عامًا.

قام بوغل بجمع ما يقارب 40 أغنية من أرشيفه الموسيقي احتفالًا ببلوغه سن الثمانين العام الماضي. في البداية، كان ينوي تقديم ثلاثة عروض موسيقية خلال عطلة نهاية الأسبوع في أديلايد، لكنه قرر اختصارها إلى عرضين فقط لتناسب طبيعة المهرجانات.

يقول بوغل: “العديد من الموسيقيين يقدمون مراجعات تاريخية لأعمالهم، لكن ثلاثة عروض تبدو كثيرة بعض الشيء، لذلك قمت بتخفيض العدد إلى اثنين فقط، حرصًا على التوازن في المهرجان”.

اختيار الأغاني لم يكن سهلاً، حيث كان عليه الانتقاء من بين حوالي 240 أغنية في أرشيفه الموسيقي. “استغرق مني اختيار الأغاني وقتًا أطول مما يستغرقه أداؤها”، يعلق بوغل ساخرًا.

خلال العروض، سيشارك بوغل جمهوره قصصًا حول عملية الإبداع الموسيقي، موضحًا دوافعه وراء كتابة كل أغنية والطريقة التي عالج بها مواضيعها.

اختار بوغل أغاني نالت شعبية واسعة بين جمهوره، إلى جانب بعض الأغاني التي يفضلها شخصيًا رغم أنها لم تلقَ الصدى نفسه. يقول: “بعض هذه الأغاني كانت مفضلة لدي طوال حياتي”.

يعكس هذا الاستعراض الموسيقي أيضًا تغير الزمن والمفاهيم الاجتماعية. يوضح بوغل ذلك من خلال ذكره لأغنيته الساخرة I Hate Wogs، التي كانت مقبولة في السبعينيات ولكنها اليوم تثير الجدل. “بعض أعضاء الفرقة يشعرون بعدم الارتياح عند أدائها، حتى أنا أشعر ببعض التردد حيالها في 2025، رغم أن الرسالة التي تحملها لم تتغير، لكن الزمن تغيّر”، يقول بوغل.

أما عن مستقبله في الكتابة الموسيقية، فيقول بوغل: “نعم ولا”، مشيرًا إلى رغبته في كتابة أغنية حول المآسي التي يشهدها العالم، مثل المجازر في الكونغو وفلسطين وإسرائيل، وهي صور لا تفارق ذهنه. لكنه يتساءل عن جدوى ذلك: “لا أحد سيستمع إليها، ولا أحد سيعزفها، لكن هذا ما كان يحدث طوال مسيرتي”.

ورغم ذلك، لا يزال الناس يطلبون منه كتابة أغانٍ حول القضايا الراهنة، لكنه يرد قائلاً: “لقد كتبت عنها قبل 20 عامًا، ولم يستمع إليها أحد آنذاك. لم يتغير شيء، وليس لدي ما أضيفه”.

آخر جولة دولية قام بها بوغل كانت عام 2009 برفقة شريكه الموسيقي جون مونرو، حيث استمرت الجولة أكثر من أربعة أشهر وقدموا 92 عرضًا موسيقيًا. أما اليوم، فهو يفضل اختيار العروض التي يود تقديمها، وكان مهرجان كوبارغو من بين خياراته المفضلة.

يؤمن بوغل بأهمية المهرجانات المجتمعية مثل مهرجان كوبارغو للفنون الشعبية، إذ يرى أن الكثير من عائداتها تعود بالنفع على المجتمعات الصغيرة التي تحتاج إلى الدعم. يقول: “كيف لا أساند مثل هذه المبادرات كموسيقي وكإنسان؟”.

ويصف المهرجانات الشعبية بأنها “آخر معاقل الموسيقى الحية الراقية”، مشيرًا إلى التنوع الكبير في الأنماط الموسيقية التي تقدمها. “إذا لم يعجبك ما تسمعه، يمكنك ببساطة الانتقال إلى الخيمة التالية”، يقول بوغل، مشيدًا بالقيمة الفنية التي تقدمها هذه المهرجانات للجمهور.

لطالما كانت الموسيقى جزءًا من حياة بوغل، حتى أصبحت محور حياته بالكامل. “لم يكن حلمي منذ الطفولة أن أصبح موسيقيًا، لقد وقعت في هذا المجال بالصدفة، وأنا سعيد جدًا بذلك”، يختتم حديثه.

يمكن الحصول على التذاكر والمزيد من المعلومات عبر موقع مهرجان كوبارغو للفنون الشعبية.

المصدر: