
أعلن قطاع الفنون التشكيلية بالقاهرة، برئاسة الدكتور وليد قانوش، عن قائمة المكرّمين في الدورة الجديدة للمعرض العام، والتي تضمنت اسم الفنان التشكيلي البارز حسن عبد الفتاح، الذي استطاع أن يجمع بين الأكاديمية والتجريب، وأن يعيد صياغة الصورة عبر مزج البحث الأكاديمي بالتجربة التشكيلية، مما أتاح له تجاوز الأساليب التقليدية وإعادة تعريف العلاقة بين الصورة والهوية والزمن.
وُلد الفنان عام 1938، وتخرج في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1964، لكنه لم يكتفِ بالمنهج الأكاديمي التقليدي، بل سعى إلى توسيع آفاقه الفنية، فحصل على درجة الدكتوراه في الفنون الجميلة وتخصص في التصوير، ليصبح لاحقًا أستاذًا مرموقًا بجامعة حلوان، كما شغل منصب أستاذ زائر بجامعة واشنطن ستيت عام 1994، وهي تجربة أثرت رؤيته الفنية ووسّعت من نطاق الحوار بين الفنون المصرية والعالمية.
لكن الإنجاز الأبرز في مسيرته كان تأسيس كلية الفنون الجميلة بالأقصر عام 1995، وهو مشروع لم يكن مجرد قرار إداري، بل رؤية تسعى إلى إعادة ربط الفن بجذوره البصرية العريقة، في مدينة تحمل بين طياتها تاريخًا طويلًا للصورة المصرية.
في أعماله، تتجاور التعبيرية والتجريد مع تأثيرات الفن المصري القديم والإسلامي، لكنه لا يستنسخ هذه المدارس، بل يوظفها بأسلوبه الخاص، محققًا توازنًا بين الانفعال العاطفي والبناء الصارم، ليجعل من الصورة وسيلة للتأمل والتفكيك وإعادة التكوين.
منذ عام 1963، ظل حسن عبد الفتاح حاضرًا في المشهد التشكيلي المصري، مشاركًا في المعارض، ومسهمًا في تطوير الفهم البصري من خلال أعماله وتجربته الأكاديمية. وجاء تكريمه في المعرض العام ليكون تقديرًا لمسيرته وإسهاماته التي جعلت من التصوير فضاءً مفتوحًا للبحث والتجريب، حيث لا حدود للصورة، بل آفاق متجددة من الإبداع والاحتمالات.