
كاكادو – مايو 2025
تستعد شلالات “غنلوم” الشهيرة، الواقعة في قلب حديقة كاكادو الوطنية بإقليم الشمال الأسترالي، لاستقبال الزوّار من جديد بعد إغلاق دام ست سنوات كاملة، بسبب مخاوف بيئية وثقافية.
وقد أعلنت سلطات الحدائق الوطنية أن إعادة فتح الشلالات ستتم في مايو 2025، بعد الانتهاء من مشروع إعادة تصميم شامل للممرات والمرافق المحيطة، يهدف إلى ضمان حماية المواقع الثقافية المقدسة التي تحتل أهمية كبيرة لسكان الأرض الأصليين من شعب البينغو.
التوازن بين السياحة والحفاظ على التراث
أكدت هيئة “باركس أستراليا” أن العمل تم بالتعاون الوثيق مع المجتمع المحلي، لضمان احترام القيم الروحية والثقافية التي يحملها الموقع، دون إغفال أهمية الشلالات كوجهة سياحية طبيعية بارزة في البلاد.
وقالت المتحدثة باسم الهيئة:
“إعادة فتح غنلوم تمثل لحظة فخر، حيث نجحنا في تحقيق توازن دقيق بين إتاحة الموقع للزوّار وحماية إرثه الثقافي العميق.”
تحديثات صديقة للبيئة
شمل مشروع التحديث بناء مسارات جديدة مرفوعة، لتقليل التأثير على التربة والنباتات، بالإضافة إلى نقاط مشاهدة آمنة تتيح للزوار التمتع بجمال الشلالات دون تجاوز المناطق الحساسة. كما جرى تحديث لافتات التوعية لتسليط الضوء على أهمية الموقع لدى السكان الأصليين وتاريخهم الطويل في هذه الأرض.
أهمية سياحية واقتصادية
تُعد شلالات غنلوم من أبرز المعالم الطبيعية في كاكادو، المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو. ويُتوقع أن يسهم إعادة فتحها في تنشيط حركة السياحة الداخلية والخارجية، خاصة مع قرب موسم الشتاء الذي يُعد الأفضل لزيارة المناطق الشمالية.
وبحسب تقديرات محلية، قد يجذب الموقع آلاف الزوار خلال الأشهر المقبلة، ما يعزز من الدخل المحلي ويدعم الشركات الصغيرة العاملة في مجال السياحة البيئية.
عودة شلالات “غنلوم” للحياة من جديد تمثل أكثر من مجرد إعادة فتح لمعلم طبيعي؛ إنها شهادة على التزام أستراليا بالحفاظ على بيئتها وتراثها الثقافي، بينما تواصل تعزيز تجربتها السياحية الفريدة.