كتب ميشيل نانعلم نفس

تصورات مغلوطة شائعة بين الأهالي المهاجرين

وفقًا للدكتورة شيرونغ لو، باحثة في جامعة ملبورن، كثيراً ما يظن الآباء المهاجرون أن سلوكيات أطفالهم “مجرد شقاوة” أو تعبير عن صعوبات التكيف، بينما قد تكون تلك علامات على اضطرابات نمو عصبي أو مشاكل صحية نفسية.

تضيف لو أن بعض الأهالي قد يتبعون أساليب تربية أكثر صرامة، ما قد يزيد المشكلة سوءًا بدلاً من حلها.

وصمة العار الثقافية والصعوبة في التعبير

تُعد وصمة العار المرتبطة بالصحة النفسية عقبة كبيرة في العديد من الثقافات. تشرح الدكتورة سمروثي ناير، عالمة نفس مهاجرة من الهند، أن نقص الكلمات المناسبة في بعض اللغات لوصف اضطراب ADHD أو غيره من الحالات النفسية يجعل التعبير عن المشاعر صعباً للأطفال، كما يصعب على الأهل التعرف على الأعراض.

نقص الدعم والتعليم في المجتمعات المهاجرة

يحكي تايكو كاميوكا، طبيب نفسي إكلينيكي جاء من اليابان بعد كارثة فوكوشيما النووية، عن تجربته في مواجهة صعوبات التكيف مع المدرسة الجديدة والصمت عن مشاعره خوفاً من إثقال كاهل أهله.

ويشير إلى أن غياب الدعم الاجتماعي والتثقيف حول الصحة النفسية في المجتمعات المهاجرة يزيد من معاناة الأطفال، خاصة القادمين حديثًا.

أهمية التثقيف الثقافي والحوار المجتمعي

يرى كاميوكا أن التعليم والتدريب حول الصحة النفسية بحاجة لأن يكونا أكثر حساسية للثقافات المختلفة، لا سيما في ظل قلة التنوع في قطاع التعليم والأوساط الأكاديمية.

بدورها، تؤكد الدكتورة ناير أن مجرد توظيف مختصين من خلفيات متعددة لا يكفي، بل يجب العمل مع المجتمعات بعمق، وتبني نهج تفاعلي يدمج التعلّم ضمن هذه المجتمعات، لا مجرد تقديم المعلومات.

التركيز على “فهم المشكلة” لا “حلها فقط”

يقول كين تشان، معالج إبداعي ووالد مهاجر من هونغ كونغ، إن الآباء يميلون إلى التركيز على “حل المشكلة” بدلاً من فهم جذورها.

وأوضح أن الأطفال يواجهون تحديات كبيرة في إعادة التأقلم مع ثقافة المدرسة، ونظام التعليم، وأجواء المجتمع الجديد. كما أن التغيرات في الديناميات الأسرية تؤثر بدورها على الصحة العاطفية للأطفال.

وأشار تشان إلى أن مشاعر القلق لدى الوالدين غالباً ما تنعكس على الأطفال، مما يزيد من هشاشة حالتهم النفسية.

خطوات نحو كسر الصمت والوصمة

أمضت ريشما ماناندانار، مهاجرة من نيبال، على تعليم أطفالها أهمية الحديث المفتوح عن الصحة النفسية، مستندة إلى تجربتها الشخصية مع اكتئاب ما بعد الولادة.

تشدد ماناندانار على ضرورة “تطبيع” الحديث عن الصحة النفسية داخل المجتمعات الناطقة بلغات غير الإنجليزية، وإزالة الوصمة المرتبطة بها، قائلة: “يجب أن نقول لهم: ‘لا بأس، يمكنك طلب المساعدة’.”

مبادرات لدعم ذوي المهارات اللغوية المحدودة

لمساعدة الأفراد الذين يعانون من محدودية في اللغة الإنجليزية على فهم علامات وأعراض الصحة النفسية، طورت منظمة AMES Australia بالتعاون مع Beyond Blue موارد تثقيفية، تهدف إلى تمكين المهاجرين من الوصول إلى المعلومات والدعم المناسب.