في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات في الأوساط التقنية، غادر رئيس مشروع “أوبتيموس” – الروبوت البشري التابع لشركة تسلا – منصبه مؤخرًا، مما سلط الضوء على مستقبل المشروع الطموح الذي راهن عليه إيلون ماسك باعتباره “ثورة مستقبلية في عالم العمل والذكاء الصناعي”.

شركة تسلا لم تصدر بيانًا رسميًا حول أسباب المغادرة، لكن مطلعين على المشروع أكدوا أن التطوير يواجه تحديات تقنية كبيرة تتعلق بالحركة الآلية المتقدمة، والتفاعل البشري-الروبوتي، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي الفائق في بيئات حقيقية.

مشروع أوبتيموس.. رؤية طموحة أم حلم مؤجل؟

أعلن ماسك لأول مرة عن روبوت “أوبتيموس” عام 2021، ووعد حينها بروبوت قادر على أداء المهام الخطيرة أو المملة نيابة عن البشر، مثل التسوق أو حمل الأشياء في المصانع. وقدمت تسلا أول نموذج مبدئي للحركة في عام 2022، تلاه إصدار محدث في 2023 يتمتع بمرونة أكبر في الحركة وقدرة على التعامل مع الأجسام بدقة أكبر.

ومع ذلك، فإن المشروع يواجه صعوبات واضحة في الانتقال من المرحلة التجريبية إلى التصنيع الفعلي، خصوصًا في ظل المنافسة الشرسة من شركات أخرى مثل Boston Dynamics وFigure AI، التي تحقق تقدمًا سريعًا في المجال.

تراجع الثقة أم إعادة هيكلة؟

يرى بعض المحللين أن مغادرة رئيس المشروع قد تشير إلى “إعادة هيكلة استراتيجية داخلية”، حيث تسعى تسلا للتركيز على تقنيات أكثر نضجًا في الوقت الراهن، مثل السيارات الذاتية القيادة وأنظمة الطاقة الذكية.

في المقابل، يرى آخرون أن تسلا قد فقدت الزخم في سباق الروبوتات، خصوصًا وأن التقدم في أوبتيموس كان بطيئًا مقارنةً بتوقعات المستثمرين والجمهور.

هل ينقذ ماسك المشروع؟

كعادته، لم يعلق إيلون ماسك بشكل مباشر، مكتفيًا بتغريدات متفرقة تحدث فيها عن مستقبل “الروبوتات العاملة” في مصانع تسلا، مما يوحي بأن المشروع لا يزال ضمن خطط الشركة، وإن تأخر التنفيذ.

ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، تبقى الأنظار معلقة على تسلا لترى ما إذا كانت ستنجح في تحويل روبوت “أوبتيموس” من مجرد نموذج طموح، إلى منتج ثوري يغير قواعد اللعبة.