يُعد الفنان عبادي الجوهر، المعروف بـ”أخطبوط العود” و”فنان العرب”، قامة فنية شامخة في سماء الأغنية العربية، ترك بصمته الفريدة على مدار عقود طويلة من العطاء الفني. مسيرة حافلة بالإبداع، تجعله واحداً من أهم الموسيقيين والمطربين في تاريخ الفن السعودي والخليجي.
ولد عبادي الجوهر في جدة بالمملكة العربية السعودية، وتحديداً في عام 1953 (تاريخ ميلاده الدقيق هو 24 أبريل 1953). بدأت علاقته بالموسيقى في سن مبكرة جداً، حيث تشرب الفن من بيئة محبة للموسيقى. لفت موهبته الفطرية أنظار الموسيقار طلال مداح، الذي آمن بقدراته وقدم له الدعم اللازم في بداية مسيرته.
مسيرة عبادي الجوهر الفنية غنية بالأعمال الخالدة. انطلق في الساحة الفنية أواخر الستينيات وبداية السبعينيات، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن إثراء الساحة الفنية بأعماله. اشتهر بقدرته الفائقة على التلحين والغناء، ولكن السمة الأبرز التي ميزت عبادي الجوهر هي مهارته الاستثنائية في العزف على العود. يُعتبر الجوهر أحد أبرز عازفي العود في العالم العربي، حيث يتميز أسلوبه بالجمع بين الأصالة والحداثة، وبالقدرة على استخراج أنغم وأعذب الألحان من آلته المحبوبة. أضاف للعود تقنيات جديدة، ووسع من إمكانياته التعبيرية، مما جعله مدرسة بحد ذاتها في العزف على هذه الآلة الشرقية العريقة.
أما صوته، فيتميز بالدفء والشجن والقدرة على التعبير عن أعمق المشاعر الإنسانية. يمتلك عبادي الجوهر خامة صوتية فريدة، تمكنه من أداء مختلف الألوان الغنائية، من الطرب الأصيل إلى الأغنية الشبابية الحديثة، مع الاحتفاظ بلمسته الخاصة التي تميزه عن غيره. هذا الصوت المتمكن، بالإضافة إلى إحساسه المرهف، جعله قادراً على إيصال الكلمة واللحن بصدق وعمق إلى قلوب المستمعين.
لا يمكن حصر أغاني عبادي الجوهر الناجحة في قائمة قصيرة، فقد قدم على مدار مسيرته الفنية مئات الأغاني التي لا تزال تُسمع وتُطلب حتى اليوم. من أبرز أعماله التي لاقت نجاحاً باهراً ولا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور العربي: “قالوا ترى”، “يا شوق لا تتعبني”، “من عذابي”، “عيونك آخر آمالي”، “يا هلا بالفجر”، و”المسافر”. هذه الأغاني وغيرها الكثير، شكّلت علامات فارقة في تاريخ الأغنية السعودية والعربية، ولا تزال تحظى بشعبية واسعة بين الأجيال المختلفة. استمر عبادي الجوهر في تقديم ألبومات غنائية ناجحة وتعاون مع كبار الشعراء والملحنين، مما جعله فناناً متجدداً ومواكباً للعصر دون أن يتخلى عن هويته الفنية الأصيلة. يظل عبادي الجوهر رمزاً للفن الأصيل والعزف المبدع، ومثالاً يحتذى به في التفاني والإبداع الفني.
رابط الصورة : wikipedia
بقلم / ميشيل نان