تُظهر التكنولوجيا المتطورة في طب الأسنان وعودًا كبيرة في تسريع عملية الشفاء بعد الإجراءات الطبية وفي إدارة الألم، وذلك من خلال تعزيز صحة الخلايا عبر العلاج بالضوء.
فقد كشفت أبحاث حديثة أجرتها جامعة جريفيث كيف أن جهاز “نورالايت” (Nuralyte™)، الذي يشبه في حجمه فرشاة الأسنان الكهربائية، يعزز التنفس الميتوكوندريا (التنفس الخلوي) ويحفز التعبير الجيني في الخلايا الجذعية المكونة للعظام.
قالت الباحثة الأولى ومرشحة الدكتوراه سيمون سليب من كلية الطب وطب الأسنان بجامعة جريفيث إن تقنية “نورالايت” تستخدم مصابيح LED متعددة الأطوال الموجية الحاصلة على براءة اختراع لتعديل حيوية الميتوكوندريا، وهي “محطات الطاقة” في الخلية، بينما تنشط أيضًا الجينات التي قد تعزز تكوين العظام والكولاجين.
وأضافت السيدة سليب: “إن هذا التحفيز الخاص بالجرعة والطول الموجي أمر بالغ الأهمية لتعديل الخلايا الجذعية، ويمكن تطبيقه في تجديد العظام وإصلاح الأنسجة، وله آثار تتجاوز طب الأسنان بكثير.”
“بالنسبة لمرضى الأسنان، قد يعني هذا تسريع التئام العظام حول الغرسات ومواقع اللثة والجروح بعد الجراحة.”
“يتمتع جهاز “نورالايت” بإمكانية أن يكون جهازًا متعدد الاستخدامات، حيث اختبرت التجارب السابقة فعاليته في تقليل أو استبدال حقن الأسنان عن طريق إحداث تخدير وقائي.”
من جانبه، صرح البروفيسور روي جورج، الذي قاد الفريق البحثي في جامعة جريفيث، أن تقنيات تعديل الضوء الحيوي (PBM)، مثل “نورالايت”، يمكن أن يكون لها آثار قوية ليس فقط على طب الأسنان بل على الطب بشكل أوسع.
وقال البروفيسور جورج: “تمتلك هذه التكنولوجيا القدرة على إعادة تعريف كيفية إدارة المرضى الذين يعانون من الألم وتسريع الشفاء وفتح إمكانيات جديدة في تجديد الأنسجة عبر الرعاية الصحية اليومية.”
“يفتح الضوء غير الغازي المنبعث من مصابيح LED مستقبلًا حيث يمكن تحسين الشفاء باستخدام كميات أقل بكثير من الأدوية أو الحقن أو التدخلات المعقدة.”
وقد أُجري البحث بالتعاون مع شركة التكنولوجيا الطبية “دنترويد” (Dentroid).
وصرح الدكتور عمر زعيتر، الرئيس التنفيذي لشركة دنترويد: “تفتخر دنترويد بمواصلة تعاونها المثمر مع جامعة جريفيث، حيث قد يفتح هذا البحث الفريد آفاقًا جديدة لنتائج صحية ورفاهية أفضل تتراوح من زراعة الأسنان إلى تقويم الأسنان إلى الأمراض الجلدية وما بعدها.”
وتجري حاليًا أبحاث إضافية بالتعاون مع باحثين بارزين على المستويين الوطني والدولي لتقييم التأثيرات التعديلية لهذه التقنية القائمة على الضوء في ظروف تحاكي عن كثب البيئات الفسيولوجية الحقيقية. يشمل ذلك الاختبارات المتقدمة في نماذج زراعة الخلايا ثلاثية الأبعاد (3D) والعضويات، والتي توفر محاكاة أكثر دقة لسلوك الأنسجة في العالم الحقيقي.