تستعيد بيروت هذا الصيف نبضها الفني وحيويتها، حيث يفتح “فوروم دو بيروت” أبوابه لاستقبال كبار نجوم العالم العربي في عودة طال انتظارها. يستضيف هذا الصرح الفني العريق في شهر آب/أغسطس المقبل سلسلة من الحفلات التي تُجسّد عودة الحياة الفنية والفرح إلى العاصمة اللبنانية، رغم كل التحديات الراهنة.

في حديث خاص لـ”النهار”، يؤكد السيد حسين كسيرة، صاحب شركة “GMH”، أن هذه الأمسيات الفنية التي تُنظّم بالتعاون بين “GMH” و”TMG”، ليست مجرد حفلات صيفية عابرة، بل هي “فعل إيمان متجدد بلبنان، بجمهوره، وبقدرته على الصمود والاستمرار رغم كل الصعاب”. ويضيف كسيرة: “لدينا في جعبتنا ثلاثة مهرجانات كبرى”.

ويوضح كسيرة: “بيروت ليست مجرد محطة عابرة، إنها البيت الحقيقي للفنان العربي. النجوم العائدون هذا الصيف، من تامر حسني وأصالة نصري إلى محمد رمضان، لم يترددوا في التعبير عن حبهم للبنان، وأصروا على التواجد هذا العام محمّلين بطاقات إيجابية وأعمال فنية غاية في الجمال، لأنهم يرونها موطنهم الأصلي، ومرآتهم الصادقة أمام الجمهور العربي”.

ويتابع: “في العام الماضي، لم نتمكن من إقامة هذه الحفلات بسبب الحرب الإسرائيلية على لبنان والظروف القاهرة. لكن ذلك لم يُطفئ شغفنا ولا شغف الفنانين. على العكس، عادوا هذا العام بجرعة مضاعفة من الحماسة، حاملين معهم ألبومات جديدة، وأغاني تتصدر الترند، وتحضيرات ضخمة لليالٍ لا تُنسى… وأقول للجمهور: انتظروا ثلاث مفاجآت كبرى”.

ويشدد كسيرة على أن “حفل الفنان تامر حسني في التاسع من آب/أغسطس كان قبل عامين بمثابة الشعلة التي أعادت الحياة إلى مسار الحفلات في لبنان. واليوم يعود حسني محمّلاً بألبوم جديد ومفاجآت يجهزها خصيصاً لجمهوره اللبناني، الذي تجمعه به علاقة عميقة وصادقة”.

أما عن الفنانة السورية أصالة نصري، فيقول: “لا يمكن أن أنسى الفيديو الذي نشرته عن بيروت، والذي خاطبت فيه اللبنانيين بصوت الأم، الأخت، والصديقة. كان فيديو قصيراً، لكنه مؤثر إلى أبعد الحدود، وقد ترك أثراً بالغاً في نفوس الجمهور اللبناني. أصالة تستعد لحفلها في السادس عشر من آب/أغسطس استعداداً خاصاً، لحفل هو بمثابة الحلم”.

وفيما يخص الفنان المصري محمد رمضان، يشير كسيرة إلى أن “رمضان من الفنانين الذين لا يعرفون التراجع. أراد أن يتواجد في لبنان العام الماضي، لكن الظروف لم تسمح. أما هذا العام، فهو قادم ومصمم على تقديم عرض مميز على المسرح اللبناني في 23 آب/أغسطس. تعبيره كان صادقاً العام الماضي، فقد أراد أن يأتي لبنان بشتى الوسائل المتاحة”. ويتابع مازحاً: “أطمئن الجمهور أنه سيأتي على متن الطائرة وليس سباحة، فهو صاحب كاريزما وفنان قدم شخصيات تعكس نبض الشارع”.

وعن الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، يعلّق: “هيفاء هي اللمسة اللبنانية التي لا يمكن الاستغناء عنها. تمثل الجمال والهوية، وحفلتها المرتقبة في الثالث والعشرين من آب/أغسطس ستكون بمثابة مسك الختام الذي سيُقدَّم للجمهور العربي واللبناني معاً، من خلال استعراض جديد سيُعرض للمرة الأولى على المسرح. وسيكون من المميز أن يجتمع محمد رمضان وهيفاء في سهرة واحدة تحمل الكثير من المفاجآت قيد التحضير”.

ويختتم كسيرة حديثه قائلاً: “نحن لا ننظم حفلات عابرة، بل نعيد لبنان إلى واجهة الفن العربي. هذا البلد لا يموت، وشعبه لا يتعب من الأمل. كل حفلة في بيروت هي تأكيد جديد على أن الإيمان بالحياة ما زال أقوى من كل الأزمات”.