خلال السنوات الأخيرة، برزت ظاهرة لافتة في جنازات نجوم الفن اللبناني، تتمثل في أجواء احتفالية يطغى عليها الرقص والتصفيق، وكان آخرها ما شهدناه اليوم خلال توديع الموسيقار الراحل زياد الرحباني، ابن الأيقونة الكبيرة فيروز.
سر الاحتفالات في وداع نجوم لبنان
تكرر هذا المشهد في العديد من جنازات الفنانين السابقين، مما أثار تساؤلات كثيرة حول ما إذا كانت هذه عادات لبنانية أم أنها جزء من التقاليد المسيحية.
في بعض الدول، أبرزها لبنان، يتم استقبال الجنازات بإيقاع الطبول والرقص والموسيقى والزغاريد، في صورة غير تقليدية كسرت حواجز القواعد والعادات، مما يثير دهشة وإعجاب الكثيرين.
وصايا الراحلين تُحيي الفرح
في أغلب الأحيان، تكون هذه الاحتفالات مستندة إلى وصايا الموتى، بهدف رسم البسمة على وجوه المعزين عند رحيلهم. ولعل أشهر هذه الوصايا كانت للشحرورة صباح، التي أوصت بأن تكون جنازتها مليئة بالفرح والموسيقى، لا الدموع والنحيب.
وبالفعل، عندما رُفع نعشها في كنيسة مار جرجس المارونية بوسط بيروت، علت أصوات موسيقى الدبكة اللبنانية، وقامت فرقة شعبية بالرقص على أنغامها قبل دخول الجثمان إلى الكنيسة.
عادات متجذرة في الثقافة اللبنانية
يُعتبر تنظيم الجنازة على هيئة احتفال بهيج أمرًا عاديًا في لبنان، على عكس معظم الدول العربية. يندرج هذا الاحتفال ضمن العادات المتأصلة، حيث ينظر اللبنانيون إلى الموت كحق، والوجود في هذه الدنيا مجرد زيارة، والحياة الحقيقية تنتظرهم في العالم الآخر.
جنازة زياد الرحباني: مزيج من الحزن والاحتفال
يُذكر أن جنازة الموسيقار اللبناني الراحل زياد الرحباني، التي أُقيمت صباح الأثنين الماضي في العاصمة اللبنانية بيروت، تحولت إلى حدث فريد يمزج بين مشاعر الحزن والاحتفال.
منذ الساعات الأولى للصباح، بدأ مئات المشيعين يتوافدون إلى مستشفى فؤاد خوري بمنطقة الحمرا، لوداع الراحل الكبير زياد الرحباني، الذي وافته المنية يوم السبت الماضي عن عمر ناهز 69 عامًا. وجاءت الجنازة بشكل احتفالي تخلله الرقص والتصفيق في وداع الرحباني.
تجمع جمهور غفير من محبيه وزملائه وعائلته أمام المستشفى، وقام البعض بإلقاء الورود على السيارة السوداء التي حملت نعشه، بينما اختار آخرون التصفيق بحرارة، تعبيرًا عن الامتنان لمشواره الفني الطويل، وإيمانًا منهم بأنه دخل راحة أبدية. يُعد هذا تقليدًا معروفًا في الثقافة اللبنانية، يجمع بين مشاعر الحزن والفرح الروحي.
حرص على حضور مراسم تشييع جنازة الموسيقار زياد الرحباني، من كنيسة رقاد السيدة المحيدثة في لبنان، شخصيات فنية وعامة مثل الفنانة هدى حداد شقيقة فيروز، والفنانة كارمن لبس، وغيرهم من الأصدقاء والأقارب للراحل وفيروز.
وكانت جارة القمر، الفنانة الكبيرة فيروز، قد سجلت ظهورًا نادرًا صباح اليوم خلال تشييع جنازة ابنها الموسيقار زياد الرحباني، حيث بدت عليها علامات الحزن على فراق ابنها، وسط مواساة من الحضور.