تقف الصناعة الفيتنامية على أعتاب السوق العالمية، لكن قدرتها على اقتحام هذه السوق تعتمد بشكل كبير على تطوير قدراتها الداخلية. ففي منتدى “فرص اختراق سلسلة القيمة لصناعة الهندسة الميكانيكية والتصنيع في فيتنام في سياق التعريفات الجمركية وتحولات سلسلة التوريد العالمية”، الذي عُقد في 24 يوليو ضمن فعاليات METALEX VIETNAM 2025، ناقش الخبراء وقدموا حلولًا للشركات الفيتنامية تمكنها من “التحول” واقتحام السوق الصناعية الدولية.

التحديات التي تواجه الصناعة الفيتنامية

أشارت السيدة ترونغ ثي تشي بينه، نائبة الرئيس والأمينة العامة لجمعية الصناعات الداعمة في فيتنام (VASI)، إلى أن العديد من الشركات متعددة الجنسيات تعمل بشكل استباقي على تحويل مواقع الإنتاج. وتبرز فيتنام كبديل جذاب بفضل موقعها الجغرافي المتميز، والقوى العاملة الشابة، والالتزام بالتكامل الاقتصادي العميق.

ومع ذلك، أكدت السيدة بينه أن هذه الفرص لن تتحول إلى مزايا تنافسية حقيقية إلا إذا اقترنت بقدرات داخلية قوية، وهو ما تفتقر إليه العديد من الشركات الفيتنامية. على وجه التحديد، لا تزال غالبية شركات الميكانيكا الفيتنامية تقتصر على إنتاج الأجزاء المنفصلة، دون امتلاك القدرة على التصميم أو تطوير المنتجات الكاملة أو امتلاك التكنولوجيا الأساسية. وأوضحت السيدة بينه: “إذا اقتصرنا على سلسلة توريد المكونات الميكانيكية المنفصلة، والأسلاك، وأنظمة الأتمتة، ولوحات الدوائر المطبوعة، والقوالب، بدلاً من التجمعات الكاملة للمكونات أو المنتجات النهائية كما هو الحال الآن، سيكون دخول السوق الدولية صعبًا للغاية.”

إعادة هيكلة السوق الصناعية تتطلب تغييرًا في العقلية

شدد السيد تران بينه مينه، نائب المدير العام لشركة GCool JSC، على أن الشركات لا تستطيع انتظار وجود سوق قبل الاستثمار. بل يجب عليها تطوير المنتجات واقتراح الحلول بشكل استباقي، حتى في غياب طلبات محددة. وأضاف أن العامل الحاسم هو جودة المنتج والتحول إلى عقلية “توفير الحلول”، بدلاً من مجرد بيع المنتجات.

إن المشاركة الفعالة في مرحلة التصميم، وتقديم الدعم الفني، وتحسين التكاليف للعملاء، كلها عوامل تساهم في زيادة هوامش الربح وتقليل مخاطر الاستبدال. ولتحقيق ذلك، تحتاج الشركات إلى فهم السوق واستيعابه للتكيف مع السياق العالمي المتغير.

علاوة على ذلك، يرى العديد من الخبراء أن التواصل الفعال مع العملاء والأسواق العالمية من خلال المعارض والمؤتمرات يعد وسيلة فعالة للشركات لزيادة طلباتها. لذا، ينبغي على الشركات أن تحافظ على حضورها في السوق لأكثر من ثلاث سنوات لتعزيز سمعتها وزيادة ثقتها في السوق الدولية.