في خبر أحزن قلوب محبيه، غيب الموت الفنان والموسيقي اللبناني الكبير زياد الرحباني بعد صراع طويل مع تليف الكبد. فارق زياد الحياة بهدوء، بعيدًا عن أضواء المسرح، وشُيع جثمانه في كنيسة رقاد السيدة بالحمراء، بحضور والدته الفنانة فيروز ولفيف من الفنانين والأصدقاء والمحبين.

أثار رحيل الرحباني تساؤلات حول طبيعة مرض تليف الكبد، الذي يعد سببًا رئيسيًا للوفاة. وفي هذا السياق، قدم الدكتور حسن حمدي، أستاذ الأمراض الباطنية بكلية طب عين شمس، شرحًا مفصلًا عن المرض.

ما هو تليف الكبد؟

أوضح الدكتور حمدي أن تليف الكبد هو المرحلة النهائية لتدهور وظائف الكبد، نتيجة إصابات كبدية لم تُكتشف أو تُعالج في الوقت المناسب. غالبًا ما لا يشعر المريض بأي أعراض في مراحله الأولى، مما يجعله مرضًا صامتًا ومخادعًا. يمكن للكبد الاستمرار في العمل بكفاءة حتى لو تدهور حجمه إلى أقل من 10% من حالته الطبيعية، وهذا يفسر تأخر ظهور الأعراض.

أعراض ومضاعفات تليف الكبد

مع تقدم المرض، تبدأ بعض العلامات في الظهور، مثل:

  • اصفرار الجلد والعينين (اليرقان)
  • الإرهاق المستمر وضعف العضلات
  • تورم في الساقين وانتفاخ في البطن
  • نزيف غير مبرر من الأنف أو اللثة أو تحت الجلد

وتكمن خطورة تليف الكبد في مضاعفاته الخطيرة، التي تشمل دوالي المريء، وفشل وظائف الكبد، وأورام الكبد، والغيبوبة الكبدية، خاصةً عند اكتشاف المرض في مراحله المتقدمة.

أسباب تليف الكبد

تطورت الأسباب الشائعة لتليف الكبد بمرور الوقت. في الماضي، كانت العدوى الفيروسية مثل “فيروس C” و”فيروس B” هي السبب الأبرز. ولكن بفضل جهود حملات التوعية والصحة العامة، تراجعت نسبة الإصابة بهذه الفيروسات بشكل كبير.

أما حاليًا، فأبرز أسباب تليف الكبد تشمل:

  • نقل الدم دون فحص كافٍ
  • تناول الكحوليات والمخدرات (خاصة عبر الحقن)
  • الإفراط في تناول الأدوية المسكنة والمضادات الحيوية
  • أمراض وراثية ومناعية نادرة تصيب الكبد
  • العلاقات الجنسية غير الآمنة

نصائح للوقاية والكشف المبكر

للوقاية من تليف الكبد، دعا الدكتور حمدي إلى اتباع الإجراءات الصحية التالية:

  • تجنب العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج.
  • الابتعاد عن تعاطي المخدرات والكحوليات.
  • عدم تناول الأدوية دون وصفة طبية.
  • التحقق من التاريخ المرضي العائلي.
  • الذهاب للطبيب فور ملاحظة أي أعراض غير مبررة.

وحذر الدكتور حمدي من الاعتماد على الوصفات الشعبية أو الأعشاب دون إشراف طبي، مؤكدًا على أهمية الكشف الدوري بالأشعة والتحاليل للكبد، خاصة لمن لديهم عوامل خطورة.

إرث فني خالج الألم

 

رحيل زياد الرحباني، طوت الساحة الفنية العربية صفحة من صفحاتها المضيئة. ورغم هذا الفقد الأليم، يبقى إرثه الفني الخالد من الألحان والكلمات والمواقف شاهدًا على عبقرية لن تُمحى من ذاكرة محبيه.