لم يخلُ مهرجان بيروت الدولي للتكريم (BIAF) لعام 2025 من الإثارة. فوسط الأناقة التي غلبت على السجادة الحمراء والترقب لنتائج الجوائز، خطفت الأنظار مشادة غير مباشرة بين نجمتين كبيرتين هما أصالة نصري ومايا دياب. هذه المناوشة اللفظية الحادة أعادت إحياء خلاف قديم كان قد أُخفي عن العلن لفترة طويلة.

شرارة الخلاف

بدأ التوتر قبل المهرجان بيومين، وتحديدًا خلال مؤتمر صحفي لأصالة في مهرجان جرش. عندما سُئلت عن رأيها في ألبوم مايا دياب الجديد، كان رد أصالة صادمًا وغير متوقع. بابتسامة ساخرة، تساءلت ببساطة: “مين؟” وكررت السؤال، ثم أضافت: “هي نزّلت ألبوم؟ ألف مبروك، للأسف ما سمعته.”

ولتحويل مجرى الحديث، سرعان ما عادت أصالة للتركيز على الجانب الفني، قائلة: “خلّوا المؤتمر عن الموسيقى ونكون سعيدين مع بعض. أنا جيت لهون بكل حب وتعبانة كثير. قعدت من أجلكم وحاولت ما أتأخر.” كما عبرت عن إعجابها الشديد بالفنان عمرو دياب، واصفة إياه بـ”الرائع” و”المذهل”.

رد مايا دياب الناري

لم تلتزم مايا دياب الصمت طويلًا. كان ردها حادًا بنفس القدر، وجاء في هجوم واضح خلال مقابلة صحفية بعد تسلمها جائزتها في بيروت. خاطبت مايا أصالة مباشرة، قائلة: “أولًا، بدي قول لها إنها شخص وقح جدًا. أتمنى أن ‘تخرس’… وإذا كان لا بد أن تترجموا لها هذه الكلمة بالعربي، لأنها لن تفهمها بالإنجليزية.” هذا السخرية الواضحة من إتقان أصالة للغة الإنجليزية أحدثت ضجة كبيرة بين الجمهور.

وتابعت: “أتمنى أن لا يكون لدي وقت لعقد مؤتمر صحفي غير فني والحديث عن أصالة. شكرًا.” كلماتها حملت غضبًا واضحًا ورفضًا لما اعتبرته محاولة للتقليل من شأنها الفني. وسارع بعض من معجبيها للدفاع عنها، واصفين تعليقات أصالة بأنها كانت هجومًا غير مبرر.

تاريخ من التوتر

الخلاف بين النجمتين ليس جديدًا. في تصريحات سابقة، كانت مايا دياب قد لمحت إلى أن علاقتها بأصالة متقلبة. وقالت حينها: “أصالة شخص جيد، لكنها أحيانًا مندَفعَة، سواء بالإيجاب أو السلب. الموقف الذي حدث بيننا كان محرجًا، ولا أحب الحديث عنه، خاصة أن بيننا تاريخًا.”

ظل هذا الخلاف في إطار خاص نسبيًا حتى عاد للظهور بطريقة فاجأت الكثيرين من المعجبين الذين كانوا يأملون في المصالحة. خاصة بعد مقابلة سابقة لمايا قالت فيها: “لا أحد يعرف ما يخبئه الغد… ما دامت العلاقة لا تسبب ضررًا… سأعود.”

وفي مقابلة تلفزيونية أقدم، شاركت مايا بعض تفاصيل الخلاف الذي نشأ قبل أكثر من عام. وأكدت حينها أنها تفضل عدم مناقشة علاقاتها الشخصية علنًا، رافضة تحويل حياتها الخاصة إلى موضوع للنقاش على وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت: “صداقتي مع أصالة انتهت. اليوم لدي صداقات أخرى مع فنانين في الوسط، لكن لا أحب أن تكون حياتي الشخصية موضوعًا عامًا للمناقشة. هذا الموضوع مغلق منذ فترة طويلة.”

وعلى الرغم من العلاقة المتوترة، أكدت مايا أنها لا تحمل أي ضغينة لأصالة. واتخذت موقفًا متسامحًا بقولها: “لن أقبل بأن يوجه إليّ كلام سلبي كهذا. دائمًا أتمنى لها كل الخير والنجاح والصحة. هذا النوع من الكلام لا يخرج مني، ولا من قلبي. أنا لا أرى الناس إلا بالحب.” هذا النهج المتوازن، الذي يجمع بين وضع حدود حازمة في الأمور الخاصة والالتزام بالاحترام المتبادل، يعكس جانبًا من شخصية مايا يفضل تجاوز الخلافات دون تصعيد إعلامي، حتى لو أن كلماتها الأخيرة في مهرجان “بياف” كانت توحي بعكس ذلك، ربما بسبب انفعال اللحظة.

جمهور منقسم ومهرجان مشتت

تنوعت ردود أفعال الجمهور. البعض اعتبر رد أصالة عفويًا أو ساخرًا لا أكثر، بينما رآه آخرون محاولة متعمدة للتقليل من شأن مايا. وعلى الجانب الآخر، دافع معجبو مايا دياب بحماسة عن رد فعلها، معتبرين أنه كان مبررًا تمامًا.

في الأثناء، وجد منظمو مهرجان “بياف” أنفسهم في خضم ضجة إعلامية غير متوقعة. وبدلًا من أن ينصب التركيز على الجوائز والحضور الفني، تحولت معظم الأضواء الإعلامية إلى المشادة الكلامية، التي سرقت الاهتمام من أحد أهم الفعاليات الفنية السنوية في بيروت.

رابط الصورة :