أشعل إعلان جديد للممثلة الأمريكية سيدني سويني لصالح علامة “أمريكان إيغل” موجة من الجدل الواسع على منصات التواصل الاجتماعي. يرى كثيرون أن الإعلان يحمل إيحاءات سياسية مبطنة، خاصةً بعد الكشف عن انتماء سويني السياسي الأخير.

لعبة الكلمات التي فتحت باب التكهنات

بدأ الإعلان بشعارٍ ذكي لكنه مثير للجدل: “Sydney Sweeney has great genes” (سيدني سويني لديها جينات رائعة)، مستخدمًا التشابه اللفظي بين كلمتي genes (جينات) وjeans (جينز). لاحقًا، تم تعديل الشعار ليصبح “Sydney Sweeney has great jeans“، في محاولةٍ واضحة لتوجيه التركيز نحو المنتج الذي تروّج له الحملة.

لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد. في الإعلان المصوّر، ظهرت سويني ذات الشعر الأشقر والعيون الزرقاء وهي تتحدث عن أن “جيناتها” هي السبب في شكلها وشخصيتها، قبل أن يتحول الحديث بشكل تدريجي إلى الجينز الأزرق الذي ترتديه.

خلفية سياسية تزيد الطين بلة

أصبحت هذه الرسائل المتعددة أكثر حساسية بعد أن كشفت تقارير صحفية أمريكية أن سويني مسجلة رسميًا كناخبة جمهورية في ولاية فلوريدا منذ يونيو/حزيران 2024. ورغم أن الممثلة لم تصدر أي تصريحات سياسية واضحة مؤخرًا، إلا أن هذه الخلفية أضفت على الإعلان أبعادًا غير حيادية في نظر الكثيرين، الذين رأوا أن الربط بين الحديث عن “الجينات” ومظهرها الأشقر يتجاوز الغرض التجاري ويمس قضايا أيديولوجية حساسة.

تذكير بـ”قبعات ترامب”

هذه ليست المرة الأولى التي تُتهم فيها سويني بالتقارب مع التيار اليميني المحافظ. في عام 2022، نشرت صورًا من احتفال عائلي لعيد ميلاد والدتها، ظهر فيه بعض المدعوين وهم يرتدون القبعات الحمراء الشهيرة التي تحمل شعار حملة دونالد ترامب: “Make America Great Again“.

حينها، نفت سويني أن يكون الحفل سياسيًا، وطالبت جمهورها بعدم القفز إلى استنتاجات. لكن هذه الواقعة عادت اليوم لتغذي التفسيرات السلبية لحملتها الأخيرة، واعتبرها البعض دليلًا إضافيًا على ميولها السياسية، حتى وإن التزمت الصمت.

انقسام حاد في ردود الفعل

انقسم الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض. يرى البعض أن الربط بين “الجينات” والأزياء غير لائق في هذا التوقيت، خاصة في بلد يشهد توترات عرقية ونقاشات مستمرة حول التنوع والامتيازات العرقية. وذهب البعض إلى حد اتهام الإعلان بالترويج المبطن لنظرية “اليوجينيكا“، وهي أيديولوجيا مهجورة تدعو إلى تحسين الجنس البشري عن طريق الانتقاء الوراثي، وغالبًا ما ارتبطت بمفاهيم التفوق الأبيض.

محاولات “أمريكان إيغل” لتهدئة الأوضاع

في مواجهة هذه العاصفة، حاولت شركة “أمريكان إيغل” السيطرة على الموقف. قامت الشركة لاحقًا بنشر صورة لعارضة أخرى من خلفية عرقية مختلطة وهي ترتدي منتجات العلامة، وأضافت تعليقًا عامًا يقول: “AE has great jeans“.

قوبل هذا التحرك بردود فعل متباينة، فرأى البعض فيه محاولة لتجميل صورة حملة بدأت برسائل إقصائية، بينما اعتبره آخرون بادرة تصحيح ضرورية. وأكدت الشركة في بيان لاحق أن الشعار لم يقصد به الجينات الوراثية أو أي إيحاء سياسي، بل كان إشارة مباشرة إلى منتجها الأساسي: الجينز الأزرق