مع تزايد الضغوط في الحياة اليومية، أصبح البحث عن طرق لتخفيف التوتر هاجساً لدى الكثيرين، مما أدى إلى انتشار وصفات “طبيعية” سريعة عبر منصات التواصل الاجتماعي. ومن أحدث هذه الصيحات “كوكتيل الكورتيزول” الذي روج له مشاهير “تيك توك” كحل فعال لتخفيف التوتر وتحسين جودة النوم. لكن هل لهذا المشروب فعالية حقيقية أم أنه مجرد ترطيب للجسم؟

ما هو الكورتيزول وماذا يفعل؟

الكورتيزول هو هرمون يُعرف بـ “هرمون التوتر” لأنه يُفرَز استجابةً للضغوط. يلعب الكورتيزول دوراً أساسياً في الجسم، فهو يساعد على تنظيم عملية الأيض، والتحكم في مستويات السكر في الدم، وغيرها من الوظائف الحيوية. لكن، عندما يتعرض الجسم لإجهاد مزمن، ترتفع مستويات الكورتيزول بشكل دائم، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل زيادة الوزن، وتراكم الدهون في منطقة البطن، وضعف المناعة، بالإضافة إلى الأرق والقلق.

مما يتكون “كوكتيل الكورتيزول”؟

تتألف الوصفة الشائعة لهذا المشروب من:

  • مسحوق المغنيسيوم.
  • ماء جوز الهند.
  • عصير الحمضيات (مثل الليمون أو البرتقال).
  • ملح الهيمالايا.

أحياناً يضاف إليه الماء الفوار لتحسين النكهة.

حقيقة فعالية المشروب

رغم شهادات بعض المؤثرين عن فعالية المشروب في تخفيف التوتر، إلا أن الدكتورة جويس زلاقط، اختصاصية التغذية، أكدت لموقع “النهار” أنه “لا يوجد أي دليل علمي يثبت فاعلية هذا المشروب”.

تشرح الدكتورة زلاقط أن مكونات المشروب تحتوي على عناصر مفيدة:

  • المغنيسيوم: يساعد على الاسترخاء ويقلل من مستويات الكورتيزول، لكن الكمية الموجودة في الوصفة عادةً ما تكون ضئيلة جداً، مما يحد من فعاليته.
  • فيتامين C: الموجود في الحمضيات، يعمل كمنشط ومحفز للطاقة، ولكن كميته أيضاً قليلة.
  • البوتاسيوم والصوديوم: الموجودان في ماء جوز الهند والملح، يساعدان على ترطيب الجسم، وهو ما قد يمنح شعوراً بالانتعاش والطاقة.

لهذا، فإن التأثير الذي يلاحظه البعض قد يكون نفسياً بحتاً، ويعرف باسم “تأثير العلاج الوهمي” أو Placebo effect، حيث يوهم العقل نفسه بأن المشروب سيؤدي إلى الاسترخاء.

أضرار محتملة لمشروب الكورتيزول

تحذر الدكتورة زلاقط من أن هذا المشروب قد لا يكون آمناً للجميع، خاصةً:

  • مرضى القلب والكلى: إضافة ملعقة من الملح إلى المشروب قد تضر بصحتهم.
  • مرضى السكري: يحتوي نصف كوب من عصير البرتقال على حوالي 15 غراماً من السكر، مما يرفع مستويات السكر في الدم.
  • الأشخاص الذين يشربونه على الريق: قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع نسبة الملح والسكر في الدم.

بشكل عام، لا يعد هذا المشروب علاجاً للتوتر، بل هو في النهاية مجرد مشروب مرطب للجسم.

نصائح الخبراء

إذا كنت تعاني من التوتر أو القلق أو التعب المزمن، تنصح الدكتورة زلاقط باتباع نهج أكثر علمية:

  1. فحص مستويات الكورتيزول: استشر طبيباً متخصصاً في أمراض الغدد الصماء لتحديد ما إذا كانت مستويات الكورتيزول لديك مرتفعة.
  2. تحديد السبب الأساسي: العمل على معرفة ومعالجة السبب الجذري للتوتر بدلاً من البحث عن حلول سريعة.

أما إذا كنت لا تزال ترغب في تجربة المشروب، فتنصح باستخدام بدائل صحية مثل استبدال عصير البرتقال بعصير الليمون المخفف بالماء، واختيار أشكال المغنيسيوم التي لا تضر بالأمعاء، مثل “الجلايسينات” (glycinate).