أهلاً بكم في نشرة سريعة لعرض مكاسب الحرب، حيث نحتفل بكل ما تهبه لنا المعارك من “نِعم” لا تُحصى!

أول المكاسب، وكالعادة، تبدأ بـ”تنظيف الأرض” من فائض الشباب. هؤلاء الجنود الأبرياء الذين تجرّهم الأوامر العسكرية إلى ساحات القتال، لا لشيء سوى أن أحد القادة قرر أنهم أدوات شطرنج قابلة للكسر. يُقتلون دفاعًا عن “قضية” لم يفهموها، أو في سبيل “وطن” قد لا يعودون إليه أبدًا. أليس هذا تخفيفًا لمعدل البطالة؟!

ثم نأتي إلى المكسب الثاني: الإعاقات! فكم من جندي فقد قدمه أو ذراعه أو عينه؟! أليس من الجميل أن يُمنح الإنسان فرصة لاختبار الحياة من منظور مختلف؟ تخيل أن تفقد عينك التي تكسب منها رزقك كفني أو خطاط! تجربة ملهمة بالفعل!

ولا ننسى مكسب الأمهات… الدموع الغزيرة! فقد باتت الحرب مناسبة رسمية لبكاء الأمهات على أولادهن، لدرجة أن بعض القرى لم تعد تعرف طعم الضحك. والحمد لله، فالحزن أيضًا نعمة تُقربنا من التفكر!

أما الآباء، فصراخهم الحاد عند تلقي خبر مقتل فلذة كبدهم، يُضاف إلى قائمة الفنون الصوتية الوطنية. إنهم لا يصرخون فقط من الألم، بل من الفخر أيضًا، لأن ابنهم أصبح شهيدًا في معركة قد لا يعرف أحد أصلها أو نهايتها.

المكاسب لا تتوقف عند هذا الحد! فلدينا الكارثة الاقتصادية. تخريب مصانع، تدمير طرق، انهيار عملات. لكن من قال إن الاستقرار جميل؟ الحرب تعيد “توزيع الثروات” بشكل إبداعي، حيث تصبح الرغيف حلماً، والبنزين عملة نادرة أغلى من الذهب.

وعلى الصعيد التجاري، فإن الحصار والعقوبات والدمار يوفرون فرصة مثالية للتفكير في اكتفاء ذاتي لم نكن نحلم به! ومن لا يجد طعامًا، فليأكل تراب الوطن!

أما المعنويات، فإنها تتهاوى بسرعة قياسية. ولكن مهلاً! أليس من الرائع أن نشعر بانعدام الأمل؟ شعور خالص ونقي لا يخالطه أي وهم.

أما المكسب النفسي الأهم، فهو انتشار الاضطرابات النفسية: اكتئاب، قلق، كوابيس، فوبيا من الأصوات العالية. إن الحرب لا تُقصّر في تحويل المجتمع إلى مصحة كبيرة، تتيح للخبراء في الصحة النفسية تجربة أنواع جديدة من العلاجات.

وفي الختام، الحرب ليست فقط وسيلة لتغيير الجغرافيا، بل لإعادة تشكيل الإنسان نفسه — جسديًا ونفسيًا واقتصاديًا. لذا دعونا نصفق بحرارة لهذه المكاسب الجليلة… ولتستمر الحرب، كي لا نحرم أنفسنا من هذه الفرص “العظيمة”!

بقلم / ميشيل نان