أكد الدكتور حسام هزاع، الخبير السياحي، أن مصر حققت قفزة غير مسبوقة في قطاع السياحة، لتصنف ضمن أفضل 10 وجهات سياحية عالمية خلال الربع الأول من عام 2025. جاء هذا الإنجاز، الذي كشفت عنه تقارير دولية، رغم التحديات الإقليمية، ليؤكد فعالية استراتيجية الدولة المتكاملة التي شملت تعزيز البنية التحتية وإطلاق حملات ترويجية ذكية.
نمو سياحي قياسي
أوضح الدكتور هزاع، في مداخلة هاتفية مع قناة “إكسترا نيوز”، أن مصر استقبلت 15.7 مليون سائح في عام 2024، متجاوزة بذلك أعداد عام 2023 التي بلغت 14.9 مليون سائح، وحتى ذروة عام 2010 التي سجلت 14.7 مليون سائح قبل الأزمات السياسية. وشهد الربع الأول من عام 2025 زيادة ملحوظة بنسبة 21% مقارنة بالعام السابق، مدفوعة بزيادة أعداد السياح القادمين من أوروبا وأمريكا اللاتينية، لا سيما البرازيل التي سجلت معدلات إنفاق مرتفعة.
عوامل التميز المصري
عزا الخبير السياحي هذا النجاح إلى عدة عوامل رئيسية:
- البنية التحتية المتطورة: تم تحديث وتطوير المطارات، مثل مطار العاصمة الدولي والمطارات الجديدة، بالإضافة إلى تحسين تقنيات الخدمات السياحية.
- الأمن والاستقرار: على الرغم من الأزمات الإقليمية، أصبحت مصر وجهة آمنة بفضل الإجراءات الأمنية المشددة، مما يعزز ثقة السياح.
- التنوع السياحي الفريد: تجمع مصر بين السياحة الثقافية الغنية (المتحف المصري الكبير، الأقصر)، والسياحة الشاطئية الجذابة (الغردقة، شرم الشيخ)، والسياحة العلاجية، وحتى سياحة المؤتمرات.
- الترويج الذكي والمبتكر: ساهمت مبادرات مثل “إيجيبت سكولينج” في تحولها إلى تريند عالمي، بالإضافة إلى الحملات الموسمية التي تستهدف أسواق الخليج وأوروبا بفعالية.
شراكات دولية وتجارب متكاملة
نجحت مصر في جذب السياح على الرغم من المنافسة من دول تتمتع بظروف جيوسياسية أكثر استقرارًا مثل البرازيل وتشيلي. ويعزى ذلك إلى شراكات الطيران الجديدة التي تربط مصر بأمريكا اللاتينية وأستراليا. كما لعبت سياحة المؤتمرات دورًا محوريًا، حيث يتم استغلال استضافة الفعاليات الدولية (رياضية واقتصادية) كفرص سياحية، مع التسويق لتجربة متكاملة تمكن السائح من الجمع بين حضور المؤتمرات وزيارة الأهرامات أو الاستمتاع برحلات النيل.
خطط مستقبلية طموحة
كشف الدكتور هزاع عن خطة لتعزيز التواجد في الأسواق الناشئة، مثل البرازيل، من خلال زيادة رحلات الطيران المباشر والتعاون مع شركات السياحة المحلية. وتهدف هذه الخطط إلى تسويق مصر كوجهة “كل شيء في واحد” تقدم مزيجًا فريدًا من الثقافة، الترفيه، والعلاج.
اختتم الدكتور حسام هزاع حديثه بالتأكيد على أن النجاح الحالي هو مجرد بداية لمسار طويل، مشددًا على أن “العالم يكتشف أن مصر ليست فقط أهرامات، بل باقة من التجارب التي تلبي جميع الأذواق”. ويكمن التحدي القادم في تحويل الزيارة الأولى إلى عودة مستمرة، مما يرسخ مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية دائمة الجاذبية.