غيّب الموت الممثل البريطاني تيرينس ستامب عن عمر ناهز 87 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من 60 عامًا. أعلنت عائلته الخبر في بيان رسمي، مؤكدة أنه “ترك إرثاً فنياً استثنائياً سيظل مصدر إلهام لأجيال قادمة”.
من ترشيح الأوسكار إلى “الجنرال زود”
كانت انطلاقة ستامب مذهلة، حيث ترشح لجائزة الأوسكار عن أول أفلامه، “بيلي باد” عام 1962، ليصبح بسرعة نجمًا صاعدًا في هوليوود. تميز بأدائه المعقد، خاصة في أدوار الشخصيات الشريرة، التي أصبح لاحقًا وجهًا مألوفًا لها.
لكن دوره الأيقوني الذي رسخ مكانته في الذاكرة السينمائية كان شخصية “الجنرال زود” في فيلمي “سوبرمان” (1978) و “سوبرمان 2” (1980). هذا الدور أعاد له بريقه بعد فترة من التراجع في أواخر الستينيات، وجعله مرادفًا للكاريزما الشريرة على الشاشة.
تنوع الأدوار وإرث فني فريد
لم تقتصر موهبة ستامب على أدوار الشر، بل أظهر قدرة فائقة على التنوع. في عام 1994، قدم دورًا جريئًا كـ “برناديت”، وهي امرأة متحولة جنسيًا، في فيلم “مغامرات بريسيلا، ملكة الصحراء”. هذا الدور نال إشادة نقدية واسعة وترشيحات لجوائز كبرى مثل غولدن غلوب وبافتا.
شارك أيضًا في العديد من الأفلام البارزة الأخرى مثل “وول ستريت”، “القصر المسكون”، و “حرب النجوم: تهديد الشبح”. كما قدم صوته لشخصية “جور-إل” والد سوبرمان في مسلسل “سمولفيل”، وظل يقدم أعمالًا فنية حتى أيامه الأخيرة، حيث ظهر في فيلم “الليلة الماضية في سوهو” عام 2021.
وُلد ستامب في لندن عام 1938 وعاش طفولته خلال الحرب العالمية الثانية، ما انعكس لاحقًا على صلابته في تجسيد أدواره. بعيدًا عن الشاشة، عُرف بحياته الشخصية الهادئة. تزوج من إليزابيث أورورك عام 2002، لكن زواجهما لم يدم طويلًا.
على مدار مسيرته، قدم تيرينس ستامب دروسًا في التمثيل، متنقلًا ببراعة بين أدوار الدراما، الكوميديا، والشر، ليظل اسمه خالدًا كأحد أبرز أعمدة التمثيل البريطاني.