عندما يهلّ الطفل الثاني على العائلة، تتجدد مشاعر الفرح، لكن تتجدد معها أيضًا التحديات والمسؤوليات. هذه المرحلة الانتقالية لا تؤثر فقط على الطفل الأكبر، بل هي تجربة جديدة وفريدة للأم، تجمع بين الخبرة المكتسبة والضغوط الجديدة.

وقد يبدو الأمر مرهقًا، إلا أن الأبحاث تشير إلى عكس ذلك. فوفقًا لمقالة في موقع “Psychology Today” للكاتبة كارا غودوين، الأخصائية النفسية، فإن الأمهات غالبًا ما يواجهن ضغطًا نفسيًا أقل مما يتوقعن عند استقبال الطفل الثاني، بل إن بعضهن يشعرن بتحسن في النوم والطاقة مقارنة بالتجربة الأولى.

إذن، كيف يمكن جعل هذه الرحلة أكثر سلاسة وإيجابية؟ إليكِ 6 خطوات عملية تساعدك على التأقلم والاستمتاع بهذه المرحلة الجديدة من حياتك:

1. اطلبي الدعم مسبقًا

لا تترددي في طلب المساعدة قبل ولادة الطفل. تشير الدراسات إلى أن الأمهات يحصلن على دعم أقل عند ولادة الطفل الثاني. لذا، خططي مسبقًا: هل يمكنك الاستعانة بالعائلة والأصدقاء؟ هل هناك مجموعات دعم للأمهات؟ هل يمكن لجيرانك المساعدة في حالات الطوارئ؟ التخطيط المسبق سيخفف عنكِ الكثير من العبء.

2. عززي ثقتك بنفسك كأم

ثقتك بنفسك هي مفتاح التعامل مع أي تحدٍ. الأبحاث تؤكد أن الأمهات الواثقات بأنفسهن يواجهن تحديات ما بعد الولادة بشكل أفضل، وهذا ينعكس إيجابًا على سلوك أطفالهن. ذكري نفسك دائمًا بأنكِ قادرة على التعامل مع طفليك، واستبدلي الأفكار السلبية بعبارات إيجابية مثل: “أنا الأم المثالية لكليهما، وكل يوم سأكون أفضل”.

3. كوني لطيفة مع نفسك

التعاطف مع الذات له تأثير مباشر على صحتك النفسية. تذكري أن الأخطاء جزء طبيعي من الأمومة، وأنكِ تبذلين قصارى جهدك. عاملي نفسك بنفس اللطف الذي تقدمينه لأطفالك.

4. تقبلي مشاعرك المختلطة

من الطبيعي أن تشعري بالقلق على طفلك الأول أو تخافي من عدم قدرتك على منح الطفل الثاني الحب الكافي. هذه المشاعر المتناقضة لا تجعلكِ أماً سيئة، بل هي رد فعل طبيعي للتغيير الكبير في حياتك. تقبليها دون لوم.

5. استعدي لأي أعراض نفسية

قد يظهر القلق أو الاكتئاب بعد الولادة حتى لو لم تختبريه في المرة الأولى. لذا، كوني مستعدة. حددي مسبقًا من هو الشخص الذي يمكنك الاعتماد عليه للدعم، أو من هو الطبيب أو المعالج النفسي الذي يمكنك التواصل معه إذا شعرتِ بالحاجة.

6. لا تترددي في طلب المساعدة المتخصصة

إذا لاحظتِ أن الحزن أو القلق يؤثر على حياتك اليومية وعلاقاتك، لا تترددي في طلب المساعدة من مختص في الصحة النفسية. العلاج النفسي فعال جدًا في التعامل مع التغيرات الكبيرة في الحياة، مثل قدوم طفل جديد.

إن قدوم الطفل الثاني ليس بالضرورة تجربة مرهقة، بل يمكن أن يكون فرصة للنمو الشخصي وتعزيز مهاراتك كأم. مع التخطيط الجيد، وطلب الدعم، والاهتمام بصحتك النفسية، يمكنكِ جعل هذه المرحلة مليئة بالذكريات الجميلة والإيجابية.